غالبيتهم أطفال.. مبادرة إنسانية تُجلي 122 لاجئاً من ليبيا إلى إيطاليا

غالبيتهم أطفال.. مبادرة إنسانية تُجلي 122 لاجئاً من ليبيا إلى إيطاليا
متطوعون يستقبلون لاجئين وصلوا إلى إيطاليا

وصل 122 لاجئًا، أكثر من نصفهم من الأطفال، إلى مطار روما “فيوميتشينو” في 11 ديسمبر الجاري، بعد إجلائهم من ليبيا ضمن مبادرة “الممرات الإنسانية”، في خطوة وُصفت بأنها شريان حياة لعائلات فرت من العنف والحرب والاتجار بالبشر، بحثًا عن ملاذ آمن يعيد لهم الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية.

وأوضحت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي نظّمت الرحلة الجوية من طرابلس، أن عملية الإجلاء جاءت تنفيذًا لمذكرة التفاهم الموقعة في ديسمبر 2023 مع وزارة الداخلية الإيطالية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي، وبالشراكة مع جمعيات المجتمع المدني، في إطار مسار قانوني ومنظم يهدف إلى إنقاذ اللاجئين الأكثر ضعفًا، بعيدًا عن طرق الهجرة البحرية القاتلة، بحسب ما ذكرت شبكة "مهاجر نيوز"، اليوم الثلاثاء.

وكشفت الجهات المنظمة أن اللاجئين الوافدين ينحدرون من السودان وجنوب السودان وإريتريا، وهي بلدان تمزقها الحروب والصراعات وانتهاكات حقوق الإنسان، حيث فرّ كثير منهم من نزاعات مسلحة، أو اضطهاد سياسي وعرقي، قبل أن ينتهي بهم المطاف في ليبيا، التي تحوّلت خلال السنوات الأخيرة إلى محطة معاناة قاسية للاجئين، تشهد احتجازًا تعسفيًا وعنفًا ممنهجًا وسوء معاملة.

توفير السكن والرعاية

تولت عشر مناطق إيطالية استقبال هؤلاء اللاجئين، إذ استقبلت جمعية “سانت إيجيديو” 53 شخصًا، والجمعية الإيطالية للترفيه والثقافة 30 لاجئًا، بينما جرى توزيع 39 آخرين ضمن منظومة الاستقبال والاندماج الوطنية، في محاولة لضمان توفير السكن والرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي، تمهيدًا لاندماجهم التدريجي في المجتمع الإيطالي.

وشهد مطار روما لحظات إنسانية مؤثرة، مع استقبال اللاجئين من قِبَل متطوعين وعاملين في الجمعيات المعنية، إلى جانب مسؤولين إيطاليين وممثلين عن المفوضية، إذ بدت على وجوه الأطفال ملامح الإرهاق والخوف، ممزوجة بأمل خجول في بداية جديدة، بعد سنوات من الهروب والمعاناة وعدم اليقين.

وأكد رئيس جمعية سانت إيجيديو، ماركو إيمبالياتسو، أن “الممرات الإنسانية تمثل المستقبل الحقيقي للهجرة القانونية”، مشددًا على أنها نموذج يجمع بين الأمن والتضامن، ويوفّر بديلًا عمليًا عن الهجرة غير النظامية التي يزدهر عبرها تجار البشر. 

عاشوا ظروفًا مأساوية

لفت إيمبالياتسو إلى أن كثيرًا من الوافدين اليوم عاشوا ظروفًا “مأساوية للغاية” في ليبيا، لا سيما القادمين من السودان، حيث تتواصل حرب دامية تحصد الأرواح وسط صمت دولي مقلق.

وأشار إلى أن نظام الاستقبال لا يقتصر على تأمين الوصول الآمن فحسب، بل يشمل الرعاية الصحية والدعم النفسي وبرامج الاندماج، بما يسمح للأطفال والشباب والعائلات بإعادة بناء حياتهم في بيئة أكثر أمانًا، مضيفًا أن نصف القادمين تقريبًا دون سن الثامنة عشرة، ما يضاعف من حجم المسؤولية الإنسانية والأخلاقية.

ولفتت المفوضية السامية للاجئين إلى أن مبادرة الممرات الإنسانية، منذ إطلاقها عام 2016، أسهمت في استقبال 7269 لاجئًا من الفئات الأشد ضعفًا، مؤكدة أن هذا المسار الآمن والمنظم يثبت أن إنقاذ الأرواح ممكن حين تتوافر الإرادة السياسية والشراكة الجادة مع المجتمع المدني.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية